1- نكبة الفلسفة في المجتمع العربي

من المعروف أنه لا يوجد اهتمام كافٍ بالفلسفة في المجتمع العربي؛ فنحن ليس لدينا فلسفة عربية في مجتمعنا؛ لأننا فاقدون لهويتنا في العالم الثالث؛ فنحن متأرجحون دائمًا بين الرأسمالية والاشتراكية، فالفكر الفلسفي هنا بلا مستقبل؛ فمثلًا نجد أن فلسفة كفلسفة «ابن رشد » أُجهضت في العالم العربي، في حين أننا نجد اهتمام الحضارة الغربية بها منذ بدايتها، وكانت نكبة حقيقة للحضارة العربية منذ بدايتها أيضًا عندما أصدر «المنصور » أمرًا بنفي «ابن رشد »، في الوقت الذي نجد فيه الإمبراطور «فردريك الثاني » قد أمر بترجمة مؤلفاته ونشرها؛ فلقد كان ابن رشد ممهدًا لعصر التنوير.

ويجب أن يكون للفيلسوف دور إيجابي في المجتمع حتى وإن كانت ردود الفعل على دوره سلبية، والأمثلة كثيرة في تاريخ الفلسفة، ولكن السؤال هنا: هل هناك فلاسفة عرب حتى يمكننا أن نتحدث عن دور الفلسفة في المجتمع العربي؟ خاصة أننا نعرف أن الفلسفة نوع من الفكر الناقد، وهذا ما يفتقده المجتمع العربي في كل المجالات، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، كما أن هناك الكثير من المحرمات في مجتمعاتنا، وبالتالي تتضارب مع الفكر الفلسفي الذي يرفض أي سلطة سوى سلطة العقل، وبالتالي من الصعب أن تفرز هذه المجتمعات فلاسفة طالما أن هناك ما يحد نشاط العقل، وينطبق هذا على الأحزاب السياسية أيضًا؛ فلا يوجد فيها فلاسفة أو منظرون؛ فلا يوجد عقل ناقد، وحتى الأحزاب التي يُفترَض أنَّ مهمتها تنوير الجماهير، نجد الفجوة بينها كبيرة.

وبالنظر إلى الحضارة العربية نجدها حضارة معزولة منذ قرون بسبب الاستعمار الخارجي من جهة؛ حيث قاوم محاولة تطوير هذه الحضارات واستغلها لصالحه، وسيطرة الأساطير من الداخل من جهة أخرى، ومن جهة ثالثة يأتي موضوع هجرة المثقفين من الوطن العربي والذي كان له أثره البالغ في زيادة التخلف الحضاري فيها؛ فالمثقفون هم أساس أي حركة تغير اجتماعي يحدث، كما أننا نحتاج لإعادة عصري الإصلاح الديني وعصر التنوير لإزالة أثار هذا التخلف؛ فعصر الإصلاح الديني يحرر العقل من سلطان المؤسسات الدينية، وعصر التنوير لتحرير العقل من أي سلطان غيره، فهذان العصران ساعدا الحضارة الأوروبية على التطور وتحديد الهوية، فانتقلت من مجرد مجتمع إقطاعي يتحكم، إلى مجتمع رأسمالي، فاشتراكي.

2- وهم الطليعة المثقفة

وبالنظر لحال الطليعة المثقفة في الوطن العربي، وخاصة أساتذة الجامعات، نجدهم يقعون في فخ السؤال المهم: ما هو دور أستاذ الجامعة في المجتمع؟، فنجد هذا الأستاذ الحائر إذا التزم بقاعات الدرس، اُتُّهِم بإهمال قضايا مجتمعه، وإذا حاول أن يتدخل ويٌصلح يقع في مشاكل لا حصر لها؛ فهناك انفصال حقيقي بين القادة السياسيين في العالم الثالث وبين القيادات الفكرية، وهذا أثر على دور تلك القيادات في محاولة الإصلاح المجتمعي؛ فالعلاقة بين القيادتين علاقة جدلية يغلب عليها التناقض؛ فكلٌّ منهم ينظر لقضايا المجتمع من وجهة نظر مختلفة، تكون نهايتها إحباط الطليعة المثقفة وهجرتها في الغالب، سواء للداخل، حيث العزلة، أو للخارج، حيث لأستاذ الجامعة دور حقيقي سواء سياسيًا أو اجتماعيًا.

إن مجتمعاتنا تتوهم وجود «أستاذ جامعي أصيل » وهو حكم قاسٍ، ولكنه حقيقي؛ فمهمته الحقيقية توليد الوعي في المجتمع، وهي وظيفة غير متاحة له، وإن محاولة القيام بها تعتبر نوعًا من المغامرة في مجتمعنا؛ ولهذا إذا كنا نحاول أن نكون «أستاذًا جامعيًا أصيلًا » ليكون له دور في المجتمع، فإنَّ علينا تغيير طرق تكوينه في الجامعة؛ فلا يتم تعيينه إلا بعد حصوله على الماجستير، وعندها يكون قد تحرر مما يسمى «ثقافة الذاكرة » ، ويتصف حينها بـِِ «ثقافة الإبداع »، ومن جهة أخرى على القادة السياسيين والإعلام إعطاء الأستاذ الجامعي الجاد فرصته في محاولة تثقيف المجتمع وتطويره.

3- الإجهاض

4- رجل الشارع

5- الرؤية المستقبلية

6- العقلانية والعقل العربي

7- التصوف

8- التعليم والإبداع

9- الأصولية الدينية